בית מורשת משטרת ישראל

ازدواجي الغرض – شاؤول روزوليو

المفتش العام الخامس – 1972-1977

ولد شاؤل روزوليو في تل أبيب عام 1923. درس في مدرسة “هرتسليا” وكان أحد زملائه في الصف شلومو هيليل والذي عين روزوليو لاحقاً لمنصب المفتش العام. عندما كان روزوليو في السادسة من عمره انضم إلى الــ”هَغَنَه” مع العديد من أقرانه ولكن مهاراته التي تفوق بها أدت الى اختياره للحاق بدورة ضباط صف وضباط اقسام والتي أُجريت سراً آنذاك.

بدأت علاقة روزوليو بالشرطة في عام 1942، عندما تجند كناطور لـــ “شرطة البلدات اليهودية” وهي قوة شرطة شبه عسكرية تتكون من اليهود وتحت إشراف بريطاني. روزوليو مثله مثل العديد من النواطير الآخرين أشغل دوراً دفاعياً أيضاً، حيث ساهم في جهود المنظمة لاكتساب المعرفة المهنية والأسلحة. في عام 1946 ترك روزوليو شرطة البلدات.

مع الإعلان عن استقلال الدولة انضم روزوليو إلى جنود البحرية ولكن بعد فترة قصيرة انضم إلى الشرطة الإسرائيلية. اشغل روزوليو العديد من الوظائف والمناصب التدريبية والقيادية في الشرطة وبرع فيها جميعاً. من بينها، قاد أول دورة لضباط الشرطة، وعمل كرئيس لقسم التدريب، وكرئيس قسم الشرطة، وقائد اللواء الجنوبي ونائب المفتش العام. في عام 1960 قاد روزوليو وحدة “آيار”، في 21 تشرين الاول 1972 وبعد وفاة المفتش العام آهرون سيلع، تم تعيينه المفتش العام الخامس لدولة إسرائيل.

كانت فترة تولية منصب المفتش العام من احدى الفترات الأكثر اضطراباً والتي عرفتها الدولة، حيث واجهت الشرطة تحديات جديدة للغاية، وكجزء من التعامل مع هذه الأحداث، خضعت الشرطة لسلسلة من التغييرات والتي صقلتها من جديد وغيرت من واجهتها إلى حد كبير. بعد حرب يوم الغفران وموجة الإرهاب الفلسطيني التي تلتها، القت الحكومة مسؤولية الامن الداخلي في البلاد على كاهل الشرطة الإسرائيلية، وهذا الامر جعل الشرطة “مزدوجة الغرض”، كان عليها أن تتعامل مع القضايا الأمنية في نفس الوقت الذي تقوم فيه بأعمال الشرطة النظامية. تحقيقا لهذه الغاية أنشأت الشرطة وخلال فترة روزوليو العديد من الأنظمة التنفيذية، بما في ذلك الحرس المدني، قسم العمليات ووحدة مكافحة التخريب القطرية.

بعد الحرب تدنت ثقة السكان في مؤسسات الدولة وقادتها. ضف الى ذلك الكشف عن العديد من قضايا الفساد العام، والتي دفعت بالشرطة، والتي كانت حتى ذلك الحين بالكاد مطلوبة، إلى إنشاء الوحدة القطرية للتحقيقات في الاحتيال (عام 1977). زد على ذلك ظواهر الجرائم الأخرى، بما في ذلك انتشار تعاطي المخدرات وظهور الجريمة المنظمة، الامر الذي أجبر الشرطة على ان تبتكر أساليب عمل وتخصص موارد لمجالات جديدة.

لتمكين الشرطة من مواجهة هذه التحديات بنجاح، استحدث روزوليو خطة عظيمة تسمى “التوظيف متعدد الطبقات”. الهدف من الخطة كان تجنيد كادر شبابي ومهني ذو كفاءة عالية وفي فترة وجيزة، عن طريق وضعهم في مناصب قيادية. كانت هذه مبادرة جديدة، حيث كان متبع في الشرطة أن لا يتم تعيين ضباط الا بعد ان عملوا كأفراد شرطة عاديين. ضمن هذه الخطة تم تجنيد المئات من ضباط الجيش والأكاديميين في الشرطة، الامر الذي أدى إلى تحسن ملحوظ في القوة العاملة. ويتضح نجاح الخطة من خلال العدد الكبير من المجندين الذين وصلوا إلى كبار القادة، ولا سيما منصب المفتش العام – بما في ذلك المفتشين رافي بيليد واساف حيفتس ودودي كوهين ويوحان دانينو.

لقد أنهي شاول روزوليو منصبه في كانون الأول عام 1977. وترك خلفه شرطة مختلفة بشكل كبير عن تلك التي تلقاها، وما زالت الإجراءات التي بدأها ترافق الشرطة حتى اليوم.

بعد ان تقاعد روزوليو تم تعيينه سفيراً لإسرائيل في المكسيك. توفي شاول روزوليو في مارس 1993 عن عمر يناهز السبعين.

مقالات نقترح قراءتها:

المصلح: يوسف نحمياس

يوسف نحمياس، مقدسي، جاء إلى الشرطة عن طريق الصدفة ، بعد أن تم إلغاء منصبه المقرر كسفير إسرائيل في مصر (عام 1948!) – ولم يمنعه ذلك من أن يصبح أحد المفتشين الأكثر نفوذاً في تاريخ البلاد.

واصل القراءة »
Checking...