בית מורשת משטרת ישראל

المحقق الذكي: حليم بسطة

حليم بسطة بولس شمس، ولد عام 1888 في مصر وتنحدر اصوله الى أسرة قبطية. حليم تفوق في دراسته وحصل على اجازة المحاماة عندما كان عمره 18 عامًا فقط حيث التحق بالعمل في النيابة المصرية وعمل فيها كوكيل نيابة لمدة 8 سنوات. في عام 1914 مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، تجند بسطة للشرطة التي اقامها الجيش البريطاني في مصر وقد وصل الى البلاد في عام 1918 مع قوات المشاة البريطانية، حيث عمل تحت إمرتها حتى عام 1926 كضابط تحقيقات. وفي عام 1926 ومع أعادة تنظيم الأجهزة الأمنية البريطانية في البلاد تم تعيينه رسميًا كضابط في شرطة الانتداب.

بين عامي 1926 و- 1928 شغل بسطة منصب قائد معسكر العمل للسجناء ولكن في عام 1928 تم نقله إلى قسم التحقيقات والمباحث ضمن إدارة التحقيقات الجنائية (CID) – المجال الذي أشتهر فيه فيما بعد.
عمل بسطة في مدينة الخليل بين عامي 1928 و- 1932 وفي نيسان 1932 تم تعيينه قائدًا لوحدة التحقيقات والمباحث في منطقة حيفا، حيث أصبح في وقت قصير “مرعب” المجرمين والمتمردين في المنطقة الشمالية وذلك لقدراته الأسطورية في مجال التحقيقات وقدرته الفذة باستخدام طرق تحقيق لم تكن معروفة في ذلك الحين ومن بينها التحاليل الجنائية:

ففي 22 كانون الأول 1932 ألقى نشطاء من منظمة عز الدين القسام قنبلة على منزل في بلدة “نهلال” الامر الذي أدى إلى مقتل أب وابنه. تمكنت الشرطة من تعقب اثار القتلة ووصلت قرية صفورية، لكن التحدي الحقيقي كان يكمن في تحديد هوية صانعي القنبلة والمحرضين على القتل فقد تمكنت وحدة التحليل الجنائي من تحديد مكونات القنبلة وتمكن حليم بسطة، باستناده على تلك التحاليل، من تحديد مكان دكان في حيفا يبع تلك المكونات. قامت الشرطة باعتقال اثنين من العاملين في ذلك الدكان وبعد التحقيق معهما قامت باعتقالات أخرى في حيفا وصفورية كما وقامت بمصادرة مخازن أسلحة وذخائر تابعة لتلك المجموعة. على الرغم من أنه كان من الواضح ان القسام كان في رأس التنظيم، الا انه ولأسباب غير واضحة، لم يتم القبض عليه. أظهرت فعالية التحقيقات والتي أدت إلى الاعتقالات في غضون أسبوعين فقط من يوم الحادث الى تجسيد القفزة التي حققها مكتب التحقيقات الجنائية بعد احداث عام 1929، وقد قامت الشرطة بذكر بسطة ورجاله في تقاريرها السنوية في عام 1933.

منذ لحظة اندلاع الانتفاضة العربية في نيسان 1936، تمت 6 محاولات لاغتيال عناصر وضباط شرطة في حيفا وكان هدفهم الرئيسي حليم بسطة والذي نجا من 5 محاولات ففي أحدها أصيب بجروح بالغة مع الشرطي سعيد محمود. وايضا كان الملازم أحمد نايف والذي كان من أوائل ضباط الشرطة في المنطقة والذي ساعد في التحقيقات مع مجموعة الشيخ عز الدين القسام، كان هو الأخر هدفاً للاغتيالات: ففي صباح 2 آب عندما سار مع أحد جنوده والذي يدعى نجيب مصطفى عوض، من مركز الشرطة باتجاه السوق وحينما دخلا للسوق نصب لهم أحد القتلة كمينا وأطلق النار عليهما فقتل الملازم نايف واصاب عوض بجروح خطيرة.

في 15 أبريل، تمكن قتلة من قتل قائد مكتب التحقيقات والمباحث في شرطة منطقة حيفا، النقيب حليم بسطة وذلك بعام بعدما اصابوه بجراح خطيرة وبعد خمس محاولات لاغتيال، كما وقُتل معه الشرطي حنا شحادة والذي كان يحرسه.

لقد عرَّف حليم بسطة نفسه بأنه مصري مسيحي عربي وكان يحافظ على علاقاته الجيدة مع جميع الطوائف والأديان، وتحت قيادته وجنباً له عمل يهود وعرب وبريطانيون وكانوا يكنون له التقدير كمهني ممتاز وشخص وديٌّ. وقد ادى موته الى صدمة كبيرة بين العديد من سكان حيفا، العرب واليهود على حد سواء.

مقالات نقترح قراءتها

المصلح: يوسف نحمياس

يوسف نحمياس، مقدسي، جاء إلى الشرطة عن طريق الصدفة ، بعد أن تم إلغاء منصبه المقرر كسفير إسرائيل في مصر (عام 1948!) – ولم يمنعه ذلك من أن يصبح أحد المفتشين الأكثر نفوذاً في تاريخ البلاد.

واصل القراءة»

ثنائي الاهداف : شاؤول روزليو

عرف شاؤول روزوليو، المفتش الخامس، إذا الحياة منحتك الليمون فاصنع منه عصير: خلال فترة ولايته، كان على الشرطة مواجهة تحديات جديدة: من محاربة الإرهاب إلى مكافحة الفساد العام. سلسلة من الاجراءات والتي بادر بها روزوليو غيرت الشرطة وحولتها إلى منظمة ثنائية الغرض والقادرة على معالجة مجموعة واسعة من القضايا في نفس الوقت.

واصل القراءة»
Checking...